السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت في هذا الموضوع أن أنشر لكم قصة حقيقية مؤثرة وقعت
لأحد الأشخاص .. آمل أن يستفاد منها وتكون عظة وعبره وموعظة للجميع بإذن الله تعالى
يقول الكاتب :-
لا أعرف من اين ابدأ تفاصيل محنتي ؟! هل ابدأها منذ طفولتي الأولى التي عشتها في ظلال أبوين حريصين على تلبية كل مطالبي مهما كانت أم أبدأها منذ تزوجت تلك الانسانه المخلصه التي ضيعتها بسفاهتي وضيعت معها طفلي الذي لم اره حتى الآن ؟!
إتها مأساة متعددة الجوانب ولها تفاصيل عديدة سأحاول أن أوجزها في سطور قليله حتى يتعلم منها الآخرون فلا يقعوا في المزالق التي اودت بسعادتي وأورثتني الشقاء والتعاسه وجعلت دموع الندم لا تفارقني! ويكفي انني اشعر الآن بأن ربي غير راضي عني..لقد, عشت حياتي في كنف اسره غنيه..ومنذ نجاحي بالمرحله المتوسطه اهداني والدي سيارة جديده تعلمت من خلالها قياده السيارات وكنت كثيرا ما اسبق زملائي في تلك السباقات التي نجريها في شوارع المخططات السكنيه الجديده..وبعد ان حصلت على الشهاده الجامعيه أصبحت اصحب والدي في سفرياته العديده للخارج لاستيراد قطع الغيار للشركه التي يمتلكها..وكنت اقضي وقتي خلالها بعيدا عن نظر والدي المشغول دائما بعقد صفقاته.. وفي احد المرات شاهدني والدي بصحبه احداهن فلم يحاول احراجي أمام تلك المرأه الأجنبيه لكن بعد انتهاء سهرتي معها أبلغني بعزمه على تزويجي إحدى قريباتي دون ان يخوض في تفاصيل الأسباب التي دعته لذلك منعا للحرج. وفعلا وافقته على رأيه خاصة بعد أن عرفت عرفت ان تلك الزوجه التي اختارها لي تتوفر فيها كل الصفات التي أريدها وتمت مراسيم الزواج في سرعه شديده استجابه لأمر والدي..ومن خلال معاشرتي لتلك الزوجه أحسست برجاحه عقلها مما زاد شغفي بها.
واستمرت الحياه بيننا في سعاده وهناء طوال عام كامل.. وازدادت سعادتي عندما أبلغتني زوجتي انها حامل. في ذات الوقت اصيب والدي بمرض خطير أقعده الفراش فأصبحت أسافر وحدي إلى الخارج لاجراء الصفقات بدلا منه لكوني الابن الوحيد للأسره..
ورغم حبي لزوجتي..فإن التحلل السائد هناك أغراني كثيرا مما دفعني الى ارتكاب الخطايا مع احداهن..وكنت في المقابل اتولى الانفاق عليها من المبالغ الكبيره التي يخصصها لي والدي في تلك السفريات.
وفي احد الأيام فوجئت ببقع غريبه تظهر على جسدي..وعندما استشرت احد الاطباء أبلغني باصابتي بمرض الهربس..ووصف عده أدويه للعلاج منه لكنه أبلغني في الوقت ذاته أن اعراض المرض لن تختفي في أيام قليله بل سوف تستمر لعده أشهر.
لجأت الى طبيب ثاني وثالث حتى لايفتضح أمري بين أفراد الأسره وأمام زوجتي لكن دون جدوى..وأمام تلك المحنه لم أجد مفرا سوى العوده الى بلدي لأكذب على الجميع وأقول إن اصابتي حدثت من مرض جلدي نتيجة حساسيتي الشديده من أطعمه قدمت لي في تلك الدوله الاوروبيه.
وصدقت زوجتي تلك الكذبه لثقتها الشديده في سلوكياتي..لكنها لاحظت حرصي على تجنب ملامستها او النوم بجوارها وعندما استشارت احدى قريباتها التي تعمل طبيبه أبلغتها بالحقيقه المؤلمه ولما واجهتني بما علمته من قريبتها لم اجد مفرا من الاعتراف بالخطأ الذي ارتكبته..وهنا انهارت زوجتي باكيه وأقسمت بأغلظ الأيمان على ترك منزلي دون الاستجابه لرجائي وتوسلاتي لها بعدم التسبب في فضيحه لي بين أفراد العائله.
وهكذا وصل أمر سلوكياتي المنحرفه إلى أسرتي وزاد من عمق المأساه التي اعانيها إنني ظللت حبيس جدران شقتي طوال خمسه أشهر حتى لايشاهدني احد بهذه البثور التي انتشرت على كل اجزاء جسدي ثم تركت اثارها بعد ذلك على جلدي!!.
وبكيت على حالتي..تذكرت أمر الصبا..وما كنت عليه تذكرت..وقوفي غدا أمام الله..مولاي..سيدي..هرب مني البشر..وآذاني البلاء..أين أذهب الهي!!
وبكيت بحرقة الدموع..ويلاه!!...أين عقلي .. كيف غلبني شيطاني...آه...واستمريت على ذلك حتى شفاني الله..
وبعد أن شفاني الله طلبني والدي بتطليق زوجتي لرفضها المطلق العوده للعيش معي..رغم انجابها طفلا مني..كما سحب التوكيل الذي قدمه لي بعقد الصفقات التجاريه نيابة عنه وابلغني بعزمه على مقاطعتي وعدم النفاق علي!!
وهكذا اعيش الآن وحيدا كئيبا لا أجد من يسامرني حبيس الجدران الاربعه..وكلما تذكرت طفلي الذي لم أره حتى الآن تفيض عيناي بالدموع ندما وأسفا على ما أجرمت في حق نفسي فوقعت في مزالق لا أعرف نهايتها! وكل ما ارجوه أن يغفر الله لي خطاياي اذ أن رحمته وسعت كل شيء.
ومن الدروس التي استفدت منها واستنبطتها من هذه القصة :-
1- مراقبة الأبناء سواء في السر أو العلانيه وحاسبتهم على ما يفعلونه .
2- الالتزام بحفظ الأمانه والصدق في القول.
3- مراقبة النفس وحاسبتها والعمل بإخلاص كأن الله يرانا .
4- إختيار الزوجة الصالحة .
5- مسامحة الأبناء والوقوف معهم في محنهم وبعد محنهم .
......................................
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته