الفيصل أكد دعم المملكة لمبادرة أوروبية لمحاربة الظاهرة
"متحدث باسم القراصنة" يطالب بفدية لإطلاق ناقلة النفط السعودية
عواصم- وكالات
ظهر الأربعاء 19-11-2008، تسجيل صوتي لرجل قدّم نفسه على أنه أحد القراصنة الذين يسيطرون على ناقلة النفط السعودية "سيروس ستار" الراسية قبالة الشواطئ الصومالية، قال فيه إن الخاطفين يطالبون بفدية مالية، مقابل الإفراج عن الناقلة العملاقة.
وقال الرجل في التسجيل الصوتي "هناك مفاوضون على متن السفينة وعلى الارض, عندما يوافقون على الفدية سيتم احضارها الى السفينة نقدا وسنضمن سلامة السفينة التي تحمل الفدية".
وأضاف "سنقوم بعد النقود آليا ولدينا آلات للتعرف على النقود المزورة"، لكن من دون أن يحدد قيمة الفدية المطلوبة.
واختطف القراصنة، السبت، الناقلة "سيريوس ستار" وطولها 330 مترا وهي تحمل مليوني برميل من النفط الخام وسط المحيط الهندي على مسافة أكثر من 800 كلم جنوب شرق مدينة مومباسا في كينيا, في عملية غير مسبوقة.
وغالبا ما تكون الفدية التي يطالب بها القراصنة متناسبة مع قيمة السفن المختطفة, ومن المتوقع في هذا الإطار أن تفوق مطالبهم للافراج عن "سيريوس ستار" وطاقمها المؤلف من 25 بحارا مستوى مطالبهم الاعتيادي بمليون الى 4 ملايين دولار.
وشرح بيلي محمود قابوساد، مستشار رئيس منطقة بونتلاند التي اعلنت استقلالها من جانب واحد "ان هؤلاء الناس (القراصنة) من منطقة مقديشو. وقد خرجوا الى البحر منذ 10 ايام على ظهر 3 زوارق سريعة. وهم مجموعة مجهزة ومنظمة بصورة جيدة". وهرارديري هو احد المرافئ التي يستخدمها القراصنة الصوماليون، فيقتادون اليها السفن التي يختطفونها في انتظار تلقي الفدية التي يطالبون بها مقابل الافراج عن السفن وطواقمها.
فريق تفاوضي
هذا العمل المثير للغضب من جانب القراصنة أعتقد انه سيدعم عزم الدول المطلة على البحر الاحمر ودول العالم على محاربة القرصنة
وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل
وفي أثينا، وصف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اختطاف الناقلة بأنه "عمل شنيع". وشدد الفيصل، في أول تعقيب علني من جانب مسؤول حكومي سعودي على الحادث، على أهمية مكافحة عمليات القرصنة.
وعقب محادثات مع وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكوياني في أثينا، شبّه وزير الخارجية السعودي أعمال القرصنة بـ "الإرهاب"، الذي "يجب على الجميع معالجته بصورة مشتركة".
وأكد أن المملكة ستلقي بثقلها وراء مبادرة يقودها الاوروبيون لتصعيد اجراءات الامن في الممرات الملاحية المزدحمة قبالة سواحل شرق افريقيا.
وأضاف "هذه مبادرة سننضم اليها مع العديد من الدول الاخرى المطلة على البحر الاحمر"، وأضاف "هذا العمل المثير للغضب من جانب القراصنة أعتقد انه سيدعم عزم الدول المطلة على البحر الاحمر ودول العالم على محاربة القرصنة".
من ناحيتها، نفت البحرية الأمريكية التي تسير دوريات أمنية في خليج عدن، وجود أية نية لديها للتدخل في الموقف. وقالت المتحدثة باسم الأسطول الخامس الأمريكي المتمركز في البحرين جين كامبل "إننا لا نعتبرها مهمة عسكرية بل هو عمل إجرامي بحري".
وأضافت "أن أرواح طاقم السفينة قد تتعرض للخطر". وأوضحت الشركة أنه لم يتم إجراء اتصالات حتى الآن مع القراصنة، مضيفة أنها شكلت فرقا للتفاوض من أجل من إطلاق سراح الناقلة وأفراد طاقمها بشكل آمن.
خطف سفينة جديدة
سبق ذلك تأكيد هيئة اقليمية لمراقبة الملاحة البحرية، استيلاء قراصنة صوماليين على سفينة أخرى في المياه الدولية قبالة الصومال، رغم وجود قوة بحرية دولية كبيرة.
وأفاد برنامج "مساعدة ملاحي شرق افريقيا" أن القراصنة استولوا على سفينة يونانية للبضائع في خليج عدن أمس الثلاثاء، لتكون السفينة الثانية التي تتعرض للاختطاف على ايدي قراصنة صوماليين منذ الاستيلاء على ناقلة النفط السعودية.
واعتبر منسق الهيئة التي تستقر في ميناء مومباسا الكيني، اندرو موانجورا، أن "القراصنة يرسلون رسالة الى العالم مفادها ..أننا يمكننا ان نفعل ما نريد". وكشف أن عدد أفراد طاقم السفينة اليونانية يتراوح بين 23 و25.
وجاء خطفها في اعقاب الاستيلاء، في بحر عمان ايضا، على سفينة تحمل ترفع علم هونغ كونغ، وتحمل شحنة من الحبوب كانت في طريقها الى ايران.
قرصنة قياسية
وسجلت أعمال القرصنة قبالة سواحل الصومال رقما قياسيا منذ بداية العام. وافاد المكتب البحري الدولي ان 92 سفينة تعرضت منذ بداية 2008 لهجمات القراصنة, بينها 11 هجوما في الفترة من 10 الى 16 نوفمبر فقط, في المحيط الهندي وخليج عدن هذا العام, اي ضعف عدد السفن التي اختطفت في العام 2007.
واضاف المكتب البحري ان القراصنة سيطروا على 36 من هذه السفن التي هاجموها، ويحتجزون منها الان 14 سفينة وافراد طواقمها وعددهم 268 بحارا.
وقام قراصنة صوماليون الاحد بخطف سفينة شحن يابانية قبالة خليج عدن, بينما تم الافراج عن سفينة يابانية اخرى وبحارتها بعد احتجازها 6 اشهر. كما يحتجزون، منذ 25 سبتمبر الماضي، سفينة اوكرانية تحمل دبابات.
وكان مجلس الامن الدولي أصدر، في الثاني من يونيو، قرارا يتيح لسفن حربية مطاردة قراصنة في المياه الصومالية التي تعتبر الاخطر في العالم. من جهته, وافق الاتحاد الاوروبي في 10 نوفمبر على اول عملية بحرية في تاريخه لمكافحة القرصنة في هذه المنطقة. وتنشر الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الغربيين قوات بحرية قبالة الصومال.
من جانبها, اعلنت شركة "اوفجل" البحرية النروجية الاثنين ان سفنها لن تعبر بعد الان خليج عدن الذي يشهد تزايدا في اعمال القرصنة, مفضلة سلوك طريق رأس الرجاء الصالح قبالة جنوب افريقيا لانه اكثر امانا رغم كونه اطول واكثر كلفة.